.jpg)
أسامة داود يكتب: الخواجة كريم.. وألاعيب مراكز القوى

حذرت من أن تجريف قطاع البترول سيؤدى لغياب من يصلح للقيادة
بدوى الوزير ابن الذوات نما وترعرع على يد الخواجات منذ الطفولة مرورًا بالجامعة الأمريكية
هل تظن مراكز القوى بالوزارة أن كريم بدوى خواجة يمكن خداعه والسيطرة عليه وتوجيهه؟
أتمنى أن يكون المهندس كريم "إرم ابن بلد مفتح" وأن يستعين بالمخلصين لكشف كل ألاعيب مراكز القوى
كان للخواجة دور مهم فى أن يكون قطاع البترول هو الأكثر انضباطًا وسط جميع القطاعات الاقتصادية للدولة، ولأسباب كثيرة أهمها أنه يسير وفقاً لنظم وقواعد ولوائح تحمي الجميع ... تُقر الواجبات وتفرضها وتمنح الحقوق دون ضغوط أو إستجداء منها الالتزام بضوابط الأمن الصناعى والانضباط فى تأدية العمل، فلا يمكن أن تجد عنصرًا يعمل دون الأخذ بكل عوامل الأمن الصناعى ومنها ارتداء الزى المخصص له وعدم تصرف أي عنصر دون تعليمات وطبقًا للأسلوب المتبع فى أداء العمل.. لذلك نجح قطاع البترول لارتباطه بالخواجة.
وخلال السنوات الماضية والتى اطلق عليها أنا سنوات الخريف استبدل القطاع ضوابط الخواجة بخطط إبراهيم خطاب الإدارية وهو الرجل الأول و الحاكم بأمره سابقًا في القطاع، فكان الانزلاق إلى هوة التنكيل بالقيادات التى رأى خطاب أن الجلوس معهم على مائدة الاجتماعات تكشف عدم درايته بأبسط علوم الإدارة ومحدودية إمكاناته وقدراته على القيادة، فكان لابد من التخلص من كل العقول الفطنة الواعية وإزاحتها ليصبح هو اللاعب الوحيد الذى يحدد قواعد لعبة يجهلها.
وكانت النتيجة.. تآكل الخبرات وتصدع جبهة القطاع الداخلية.. ولم يكن الخواجة الذى وضع المنظومة قادرًا على التعايش مع منتفعين وهواه يديرون دواليب العمل بالاكراه عبر فخفخة مكاتبهم ، فقرر الخواجة واقصد هنا الشركاء الاجانب الاستفادة بفصائل الهيكل البشرى بالقطاع ليحقق ما يستطيع من مكاسب ولم يشغل باله بإصلاح ما يصر "الوزير العرفى" بالقطاع على تنفيذه.
وكنت حذرت على مدار سنوات طويلة من تجريف قطاع البترول وأن القيادة السياسية سوف تكتشف عدم وجود من يصلح لقيادة القطاع.. ذكرت ذلك فى عدد من المقالات، ولكن لم يهتم الا من تم التنكيل بهم ... حتى أصبحت كمن يؤذن فى مالطا، لكن ما توقعته حدث ولم تجد القيادة السياسية بُدًا من الاستعانة بالخواجة كريم طبقًا لرؤيتى.
وكريم بدوى الوزير يكتسب من وجهة نظرى لقب الخواجة بإعتباره لم يعرف للمدارس المصرية العربية بابًا ولم يعرف للجامعات الوطنية مدرجًا ونما وترعرع ابن الذوات على يد الخواجات منذ الطفولة مرورًا بالجامعة الأمريكية ومنها حصد أعلى الدراسات.
والخواجة كريم مهندس كفء متميز وعلى ما يبدو ليس له نظير بين أترابه وأقرانه وبنى جلدته.. حيث يعمل منذ تخرجه بشركة "شلمبر جير" الأمريكية المتخصصة فى خدمات الحقول البترولية وله تاريخ طويل وأداء متميز حتى فى المؤتمرات.
لتُبقى عليه الشركة الأمريكية لمدة 22 سنة يعمل بها لم يغادرها بل قررت قبل عامين تعيينه بالمقر الرئيسي للشركة فى الولايات المتحدة الأمريكية علمًا بأن الشركات الأجنبية من المستحيل الاحتفاظ بأى عنصر أكثر من 10 سنوات أو 15 سنة على أقصى تقدير.
والسبب يأتى عبر ردود من سألتهم من المتخصصين فى أسلوب عمل الشركات الأجنبية وهو: لماذا أحتفظ بك وقد حصلت على كل ما فى رأسك؟ وهنا تكون علامة الاستفهام الكبيرة.
والخواجة كريم بعد الاختيار أصبح متميزًا حائزًا على ما لم يفز به أحد غيره ممن تولوا أمر وزارة حيوية تمثل قاطرة الاقتصاد فى مصر وتعد أمنًا قوميًا، وهنا يجب أن يكون على قدر المنصب الذي اعتلاه، ومستوى الثقة التي حازها.
وأخشى ما أخشاه أن يتعامل مع مراكز القوى بالوزارة على أنه خواجة بحيث يمكن خداعه والسيطرة عليه وتوجيهه لأغراضهم الشخصية ليسير وفقًا لما كان عليه سلفه.
وأتمنى أن يكون المهندس كريم خواجة "إرم ابن بلد مفتح" وأن يستعين بالمخلصين لكشف كل ألاعيب شيحة التى مارستها مراكز القوى على مدار تاريخها.